تترك الحروب آثارًا مدمرة لا تقتصر على المباني والجسور، بل تمتد إلى أرواح البشر، وخاصة الأطفال. فالطفل الذي عاش أهوال الحرب لا يفقد فقط بيته أو مدرسته، بل قد يفقد إحساسه بالأمان وثقته بالعالم من حوله. وهنا يأتي الدور الحيوي للدعم النفسي.
يساعد الدعم النفسي الأطفال على التعبير عن مشاعرهم المكبوتة، مثل الخوف والغضب والحزن. كما يزودهم بمهارات للتعامل مع الصدمات، ويعيد بناء إحساسهم بالاستقرار والأمل. من خلال جلسات العلاج، والرعاية المجتمعية، والألعاب العلاجية، يستطيع الأطفال أن يبدأوا رحلة الشفاء، ويستعيدوا جزءًا من طفولتهم المسلوبة.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتلقون دعمًا نفسيًا مناسبًا بعد الصدمات يعيشون حياة أكثر توازنًا، ويتعلمون التعامل مع التوتر بشكل صحي، مما يقلل من احتمالية تطور اضطرابات نفسية خطيرة مستقبلاً.
لهذا، فإن الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال بعد الحروب، هو استثمار في مستقبل أكثر سلامًا وإنسانية.