دعم الأطفال الأكثر ضعفا في أوقات الأزمات

دعم الأطفال الأكثر ضعفا في أوقات الأزمات

مع دخول الأزمة، المتعددة الأبعاد، في لبنان عامها الثالث، أثبتت منحة الطفل النقدية “حدي” قدرتها على المساعدة في تلبية الإحتياجات الأساسية للأطفال الأكثر ضعفا

تقول أسماء، البالغة من العمر 30 عاما، وهي أم لطفلين، أن عائلتها كانت تعيش حياة كريمة تتماشى مع ٳمكانياتها المحدودة .أما الآن، فتكافح هي وزوجها لتوفير أبسط الاحتياجات الأساسيّة لابنتهما (البالغة من العمر ثلاث سنوات) وابنهما (البالغ من العمر سبع سنوات).

بالنسبة الى أسماء، كما الى عشرات آلاف العائلات الضعيفة في مختلف أنحاء لبنان، أثبتت منحة الطفل النقدية الشهرية “حدي” أهميتها في تلبية إحتياجات الأطفال في مجالات عدة بينها الصحة والتغذية والحماية والتعليم.

أدّت الأزمات العميقة والمتعددة ، المالية والإقتصادية، وتزامنها مع جائحة كوفيد- 19، وترافقها مع حصول تفجيرات مرفأ بيروت في صيف عام 2020، الى خسائر فادحة. في ظلّ تلك المشهدية السوداوية، المتعددة الأبعاد، يعيش غالبية الأشخاص في لبنان حاليا تحت مستوى الفقر.

مع إستمرار إرتفاع أسعار السلع الأساسية في لبنان، بشكلٍ غير مسبوق، وخارج عن السيطرة، تجد عائلات عديدة نفسها مجبرة على اللجوء الى آليات سلبية للتكيف مع الاوضاع الصعبة، مثل خفض نفقات الغذاء والصحة والتعليم- مع ما قد ينجم عن ذلك من تداعيات ضخمة على حياة الأطفال. قبل إنطلاق “حدي” في العام 2021، كانت معظم الأسر التي تم ادراجها في البرنامج غير قادرة على تلبية حتى الإحتياجات الأساسية، وكانت ثلثها تقريبا ترسل أطفالها للعمل من أجل تأمين دخل العائلة.

أثّرت الأزمة بشدة على الأمن الوظيفي، حيث إضطرت شركات عديدة الى الإغلاق أو الى خفض تكاليفها. فها هو زوج أسماء، الذي كان يعمل في النجارة بشكل منتظم في إحدى الشركات، بلا عمل حاليا. فقد تمّ تسريحه حين قررت الشركة التي كان يعمل فيها خفض تكاليفها وأصبحت تستعين به فقط عند الحاجة. لذا، وجد زوج أسماء نفسه عاطلا عن العمل المنتظم، ما جعله غير قادر على إعالة عائلته. وتقول أسماء “إعتاد زوجي على الحصول على راتب شهري، نشتري به ما هو ضروري لاستمرار معيشتنا في حدّها الأدنى، أما اليوم، فانقلبت حياتنا رأسا على عقب، واضطررنا الى خفض الكثير من نفقاتنا الأساسية”.

شهريا، تحصل أسماء على منحة “حدي” البالغة 60 دولارا أميركيا- تدفع بالدولار الأميركي- وتتقاضاها من مكتب الحوالات في الحيّ الذي تسكن فيه. وتنفق معظم المبلغ لشراء الأساسيات. وتكشف أسماء أنها ستشتري بواسطته هذا الشهر الدجاج وهو ما لم تكن قادرة على فعله ولا على تحمل كلفته وتشرح “كانت إبنتي تتوق الى تناول الدجاج الذي حُجب عن مائدتنا لفترة طويلة. هذا الشهر سأشتري لها الدجاج”.

من جهة أخرى، فٳن المنحة النقدية الشهرية ضرورية أيضا لسداد العائلات إيجارات البيوت التي تسكن فيها وضمان إستمرار وجود سقف يأويها، خصوصا بعد أن أصبح مالكي تلك البيوت يطالبون بإيجارها بالدولار الأميركي. تقول أسماء “إرتفع إيجار منزلنا من 400 ألف ليرة لبنانية الى مليون و400 ألف ليرة لبنانية”. فكلما ارتفعت قيمة الإيجار الشهري، تدنت القدرة أكثر فأكثر على الإحتفاظ ببعض المال لتغطية الإحتياجات الاساسية التي أطفالي في أمس الحاجة إليها.

بات واضحا أن منحة “حدي” ضرورية جدا، لا بل حاسمة، في مساعدة العائلات الضعيفة على إعالة اطفالها. من خلال برنامج “حدي”، تقوم اليونيسف، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية، وبدعمٍ من 40 شريكا، بالوصول الى 130 ألف طفل ضعيف تقريبا، أي ما يقارب 85 ألف عائلة. تمّ ادراج جميع الأطفال الذين يتلقون خدمات ذات أولوية من خلال اليونيسف في برنامج “حدي” لتلقي منحة نقدية شهرية- أي الأطفال المعرضين لخطر عمالة الأطفال أو زواج الأطفال، والأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة، ومن هم في التعليم غير الرسمي ومن هم بأمس الحاجة الى الدعم الغذائي وتقدر قيمتها بمبلغ 40 دولارا عن طفل واحد في برنامج اليونيسف، ومبلغ 60 دولارا عن طفلين، و80 دولارا عن ثلاثة أطفال أو أكثر.

تصف أسماء القدرة على إنفاق الأموال الممنوحة شهريا، بالطريقة التي ترتئيها العائلات مناسبة، بالأمر المفيد للغاية. كما أنها تساهم في تمكين المرأة. “ٳنها مسؤوليتي. فإستخدام هذه المنحة تجعلني أشعر وكأنني أنفق من مدخراتي بما أنني لا أطلب المال من زوجي”.

ٳن الحاجة كبيرة وحجم البرنامج ونطاقه بحاجة الى زيادة وتوسع. تدعم اليونيسف، من خلال مبادرة “حدي”، الحكومة اللبنانية في المضي قدما نحو نظام وطني شامل للحماية الإجتماعية، يتضمن تطوير نظام المساعدة الإجتماعية لحماية الأطفال ودعم رفاههم.

المصدر: اليونيسف

 

div#stuning-header .dfd-stuning-header-bg-container {background-image: url(https://mindsforcommunity.org/wp-content/uploads/2019/04/benifits.jpg);background-size: initial;background-position: center center;background-attachment: initial;background-repeat: initial;}#stuning-header div.page-title-inner {min-height: 650px;}#main-content .dfd-content-wrap {margin: 0px;} #main-content .dfd-content-wrap > article {padding: 0px;}@media only screen and (min-width: 1101px) {#layout.dfd-portfolio-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars,#layout.dfd-gallery-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars {padding: 0 0px;}#layout.dfd-portfolio-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars > #main-content > .dfd-content-wrap:first-child,#layout.dfd-gallery-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars > #main-content > .dfd-content-wrap:first-child {border-top: 0px solid transparent; border-bottom: 0px solid transparent;}#layout.dfd-portfolio-loop > .row.full-width #right-sidebar,#layout.dfd-gallery-loop > .row.full-width #right-sidebar {padding-top: 0px;padding-bottom: 0px;}#layout.dfd-portfolio-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars .sort-panel,#layout.dfd-gallery-loop > .row.full-width > .blog-section.no-sidebars .sort-panel {margin-left: -0px;margin-right: -0px;}}#layout .dfd-content-wrap.layout-side-image,#layout > .row.full-width .dfd-content-wrap.layout-side-image {margin-left: 0;margin-right: 0;}