أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، تسجيل حالة وفاة هي الأولى بسبب الإصابة بالكوليرا وسجّل لبنان حتى بداية هذا الأسبوع 14 إصابة بالكوليرا، وفق أرقام وزارة الصحة اللبنانية الرسمية، ويتوقع ارتفاع العدد نسبة إلى الفحوص المخبرية المُنتظر صدور نتائجها.
وقال وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض، خلال جولة في عكار، شمال البلاد، حيث تم رصد الإصابة الأولى بالكوليرا منذ عام 1993: “نراقب الوضع على الأرض، ولمسنا التراجع في مستوى الخدمات الأساسية، إن كان للشعب اللبناني أو اللاجئين، ووصل التراجع إلى مستوى التعرض إلى أوبئة لم تدخل إلى لبنان منذ زمن بعيد”، مشيراً إلى أن هذا التراجع المخيف يمكن أن يؤثر على الصحة العامة أيضا.
وأشار إلى الجهود التي تقوم بها برامج الترصد الوبائي من أخذ عينات من المياه أو من المرضى الذين لديهم عوارض أو المرضى المشتبه بأنهم مخالطون، وما تقدمه المختبرات وجهوزية المستشفيات، “وذلك بمرافقة الشركاء من منظمة الصحة العالمية الذين يساعدون بتوفير المستلزمات والأدوية المطلوبة والتجهيزات وتحضير عدد كبير من فحوصات تجرى بشكل فوري ومن ناحية تحضير المختبرات المرجعية أو تحضير العدد الكبير من الاحتياجات في حال تفاقمت الأمور”.
وأكد أبيض أن الجهوزية على مستوى النظام الصحي جهوزية جيدة، مستأنفا حديثه “لكن نحن نعتبر أن المشكلة ليست هنا، إنما تبدأ بتقديم المياه السليمة للمواطنين أو اللاجئين إضافة إلى صرف صحي فعّال حتى نتخلّص من أي جراثيم موجودة في المياه المبتذلة”.
وفي هذا الإطار أصدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، تعميماً إلى جميع المسؤولين عن المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة في لبنان حول الإجراءات الوقائية من الأمراض الوبائية والمعدية ومنها الكوليرا والتي تتضمن توفير المعلومات حول الوقاية من انتشار العدوى، سواء للهيئتين الإدارية والتعليمية والأفراد العاملين في المؤسسات التربوية عامة، والأهل، وللتلامذة والطلاب، والتشديد على تطبيق السلوكيات السليمة، وتكثيف الجهود لتأكيد غسل التلامذة والطلاب أيديهم بالماء والصابون وبالطريقة الصحيحة، إضافة إلى تأمين نظافة البيئة في المؤسسة التربوية، بما في ذلك طاولات الطلاب والتلامذة، وكافة المرافق الصحية، وتأمين الصابون والماء والمناديل الورقية في جميع مرافق غسل اليدين، مع تأمين عبوات تحتوي على سائل التعقيم في الممرات أو داخل الصفوف.
كما تتضمن الإجراءات تأمين نظافة وسلامة المياه في المؤسسة التعليمية، ومطالبة الأهالي بعدم إرسال أي تلميذ أو طالب يشكو من أي من العوارض المرضية، على سبيل المثال لا الحصر إسهال مائي حاد، تقيؤ، حرارة مرتفعة، أي ما فوق 38 درجة مئوية، وغير ذلك، على أن يقوم كل من أفراد الهيئة التعليمية بمراقبة تلامذة وطلاب صفه وإحالة كل من تظهر عليه إحدى العوارض المرضية إلى المسؤول الصحي في المؤسسة لإبقائه في غرفة الصحة ريثما يتم الاتصال بالأهل لاصطحابه ومتابعة وضعه الصحي حسب الحالة، إلى جانب أن يقوم المسؤول الصحي بمتابعة حالة هؤلاء التلامذة والطلاب الصحية من خلال التواصل الدوري مع الأهل.
وتؤكد وزارة التربية على ضرورة مراقبة الأشخاص المخالطين للمريض مدة خمسة أيام من تاريخ الاحتكاك معه. ومن المعروف أن مدارس لبنان خصوصاً الرسمية تعاني من أزمة مالية حادة، وسبق أن عجزت عن تأمين مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا بشكل مستمرّ، رغم المساعدات التي كانت تأتي من جمعيات محلية ودولية.