يشرح علم السلامة الطريقة التي يختبر بها المرء العالم. ومن خلال هذه الطريقة، يؤثر مستوى الأمان المتصور لدينا تأثيرًا عميقًا على صحتنا وسعادتنا.
الفكرة الأساسية تأتي من نظرية العصب المبهم وقد غيرت بشكل جذري الطريقة التي أعيش بها حياتي وأتعامل مع ممارستي السريرية. إنه يمنحنا مخططًا للحياة مليئًا بالأمل والتفاؤل، لأننا عندما نشعر بالأمان، فإننا نصل إلى أفضل نسخة ممكنة من أنفسنا.
الخوف هو عدونا. فهو يشكل جميع عاداتنا الوقائية وحالات التوقف عن العمل. بدون خوف – أو بالأحرى الخوف من الخوف – ندخل عالمًا تقوده الرحمة والإبداع والفضول والثقة والشجاعة والهدوء والترابط والوضوح. فكر للحظة: كيف ستكون حياتك مختلفة إذا كان بإمكانك الوصول إلى عدد قليل من هذه السمات يوميًا؟
علم السلامة يُعلمني نهج الشفاء والتغيير
الخوف مقابل الأمان أمر عالمي. تساعدني هذه النظرة العالمية في تصوري لكل الأشياء وتشرح السلوك البشري بأشكال عديدة. مع هذا الفهم، أصبح عملي مع اضطرابات الأكل أكثر منطقية.
إن طعامنا وجسدنا وحبنا (علاقاتنا) كلها تتأثر عندما نتعامل معها من خلال عدسة الخوف. تعلمنا ثقافتنا الخوف من الطعام، وأجسادنا الجامحة، وكيف يمكن لأجسادنا أن تغير الطريقة التي يستجيب بها الناس لنا. ونحن، بدورنا، نخلق سبل الحماية من حالات عدم الأمان هذه التي تصبح بالنسبة للبعض سجنًا صغيرًا للوجود. كما وان التحرر من هذا الفخ يتطلب الشجاعة، الأمر الذي يتطلب الأمان. وبعبارة أخرى، هذه وظيفة من الداخل إلى الخارج.
كيف نبدأ في خلق الأمان؟
يبدأ الأمر بالجهاز العصبي وتعلم الملاحظة والمصادقة والتصحيح مع الحلول لتهدئة الجهاز العصبي. بعبارات بسيطة، نحن نصبح جيدين حقًا في ممارسة إدارة التوتر.
بدون نظام عصبي هادئ، لن يكون لدينا أبدًا وضوح الفكر لتحقيق أحلامنا. الجهاز العصبي المجهد هو نظام تفاعلي ووقائي، مما يخلق معتقدات مقيدة.
بعد ذلك، نصبح واعين للغاية لتلك الأشياء التي تجعل أجسامنا تشعر بالأمان أو عدم الأمان. وهذه رحلة لبناء دليل لنفسك والذي يتضمن كيفية إطعام نفسك، وكيفية تحريك جسمك، والبيئة التي تعيش فيها. على سبيل المثال، تعلم موازنة نسبة السكر في الدم يمكن أن يحسن مزاجك وقلقك بشكل كبير. إن فهم طريقة عمل أجسامنا يمكن أن يتحول من القتال ضدها إلى التعاون معها، إلى التركيز على الرعاية.
نصيحة أخرى مفيدة تتضمن تصور التهاب الجسم كاستجابة وقائية للخوف. في هذه الحالة، يؤدي النوم وصحة الأمعاء وعوامل نمط الحياة الأخرى إلى حدوث تغييرات تولد من خلق الأمان وليس بسبب الخوف من المرض.
يتضمن علم السلامة أيضًا إدارة الفكر
إن دماغنا مبرمج على البحث عن الخطر وحمايتنا من أسوأ السيناريوهات، مما يزيد من خوفنا. إن تعلم كيفية إدارة هذا الكمبيوتر في رؤوسنا يتطلب ممارسة مدروسة ووضوحًا في القيم ومظاهر إيجابية. بالحديث عن الدماغ، فإن عاداتنا محمية للغاية! يتطلب الشروع في أي تغيير سلوكي جرعة جيدة من المعرفة والمثابرة والتدريب.
وأخيرًا، يعد العثور على علاقات آمنة والحفاظ عليها أمرًا ضروريًا للرفاهية ولكنه يتطلب الأمان. إن تعلم كيفية تطبيق علم الأمان أو “رمز الحب” في جميع تفاعلاتك مع الآخرين لا يساعدك شخصيًا فحسب، بل يجعل العالم مكانًا أفضل ايضًا.
