تشير التقديرات إلى أن ربع الأطفال يعانون من أعراض الأرق من نوع ما. هذه النسبة المخيفة تحتاج إلى مراجعة خاصة لكيفية معالجة الآباء لمشاكل نوم الأطفال.
وبحسب نتائج دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال، أن 43% من الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الأرق، يعانون من اضطراب النوم في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم.
نقص نوم الأطفال.. ما المخاطر؟
يحتاج الأطفال إلى ساعات نوم أكثر من البالغين، فوفقًا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يحتاج الأطفال ما يصل إلى 16 ساعة يوميا في عمر الرضاعة؛ وما يصل إلى 12 أو 13 ساعة في اليوم في مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وما يصل إلى 10 ساعات يوميا في سن المراهقة.
يلامس النوم كل جانب من جوانب صحة الأطفال، بدءًا من وظيفة جهاز المناعة لديهم إلى قدرتهم على الانتباه والتصرف والتحصيل المعرفي، فالأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يعانون من مشكلات سلوكية إلى جانب القصور في التحصيل الدراسي.
كما تظهر دراسة حديثة أهمية أن يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم لتطوره العقلي الذي يستمر لسنوات طويلة.
لذلك فإن حالة الأرق التي يعاني منها الطفل خلال ساعات النوم لا يمكن أن تكون مشكلة عادية، إذ ربما ترتبط باضطرابات معقدة تعود أسبابها إلى انقطاع النفس أثناء النوم.
لكن عادات النوم تلعب أيضًا دورًا مهمًا، فأشياء مثل تغيير جداول وقت النوم، واستخدام الشاشة لساعات خاصة قبل النوم، أو حتى تناول الطعام في وقت متأخر جدا في المساء، يمكن أن تؤثر على قدرة الأطفال على النوم أو الاستمرار في النوم لساعات متواصلة.
البحث عن الأسباب
يقول خبراء نوم الأطفال إن مقاومة وقت النوم أمر شائع للأطفال الصغار خاصة مرحلة في ما قبل المدرسة، كأن يطلب الطفل كوبا من الماء أو يلح على الأبوين لسرد حكاية ما قبل النوم أو يسأل أسئلة غير مبررة لمجرد رغبته في الحديث، ولكن يمكن أن يكون علامة على شيء أكثر خطورة.
تقول طبيبة الأطفال الدكتور كروبا بلايفورث لموقع هاف بوست إن مقاومة النوم تحمل إشارات إنذار للأبوين تتمثل في الآتي:
- تغير واضح في نمط النوم يستمر لأكثر من أسبوعين (نوم متقطع أو ساعات نوم قليلة).
- الشخير أو تغيرات التنفس الأخرى أثناء النوم.
- التعب المفرط أثناء النهار.
تغيرات مزاجية أو اجتماعية أو تغيرات أخرى في قدرة طفلك على العمل والتفاعل مع المحيطين والتحصيل الدراسي يومًا بعد يوم.
وأوضحت بلايفورث أنه في كثير من الأحيان، لا يشعر الآباء أنه يجب عليهم طلب المساعدة في المشكلات المتعلقة بالنوم أو السلوك، لأنهم يظنون أنه يجب أن يكونوا قادرين على إدارة هذه المشكلات بأنفسهم، لكن الأمر إذا بات متكررا لفترات طويلة يجب أن يطلب الأبوان حينها المساعدة من المختصين.
وتابعت، قد يستفيد الأطفال من التغييرات البسيطة في روتين حياتهم أو قد يحتاجون إلى تدخلات أكثر كثافة، مثل إستراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي التي تهدف تحديدًا إلى علاج الأرق.
كما أوضحت الدراسة، أن الأرق لن يختفي من تلقاء نفسه، فالعادات التي يؤسسها الأطفال عندما يكونون صغارًا يمكن أن يكون لها تأثير دائم في قدرتهم على الحصول على قسط كافٍ من النوم.
نصائح لتحسين نوم طفلكِ
إذا كان طفلك يقاوم النوم لساعات، من دون أن يكون لذلك سبب صحيح، فعليك اتباع النصائح التالية لتوفير أجواء مناسبة للنوم:
- تجنبي إعطاء الأطفال وجبات كبيرة بالقرب من وقت النوم.
- اجعلي وقت اللعب بعد العشاء هادئا من دون الكثير من الحركة، لأن النشاط الزائد بالقرب من وقت النوم يمكن أن يبقي الأطفال مستيقظين.
- يجب ألا يكون هناك تلفزيون أو حاسوب أو هاتف محمول أو راديو أو موسيقى أثناء نوم الطفل. ويجب إيقاف تشغيل التلفزيون وألعاب الفيديو قبل ساعة واحدة على الأقل من موعد النوم.
- يجب وضع الرضع والأطفال في الفراش عندما يبدون متعبين ولكنهم ما زالوا مستيقظين (بدلاً من النوم بين ذراعيك أو في غرفة أخرى).
- تجنبي النوم مع طفلك من أجل جعله ينام.