تعيش هيام فرحات، البالغة من العمر 44 عامًا، في جنوب غزة مع عائلتها في وسط الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
عندما دفعت الغارات الجوية الإسرائيلية هيام وعائلتها إلى الفرار من منزلهم في رفح، اخذت هيام، وبناتها فرح ورهف، وابنها علي، وزوجها، الوثائق الهامة واللوازم الأساسية وانتقلت إلى منزل قريب مع حوالي 60 شخصًا آخر، يمثلون 10 عائلات تبحث عن مأوى.
قالت هيام: “إنه وضع مفزع. لا يمكننا التنقل، ولا الجلوس بشكل مريح، وحتى الاحتياجات الأساسية أصبحت أحلامًا بعيدة المنال”.
في البيت الذي لجئنا اليه، هناك ما يقارب 25 طفلًا في مساحة 100 متر مربع، أصبحنا نواجه قيود على الغذاء والماء، والكهرباء أصبحت فيها محدودة للغاية. مصدر التواصل الوحيد مع العالم الخارجي هو هاتف واحد يتقاسمه الجميع. إلا أن الملاجئ القريبة أكثر كثافة وتعاني من نقص شديد في الغذاء، كما أشارت هيام. هذا، وقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية أحياء بأكملها في مخيم قريب للاجئين.
تصرف هيام انتباه الصغار بالألعاب، وتتأكد من استعدادهم الجيد لتغطية آذانهم في الجولة التالية من الضربات الجوية. كما أنها تتولى إدارة طعام وماء عائلتها، لتضمن ألا يجوع أحد من المتواجدين في البيت.
من بين الوثائق الهامة التي أخذتها هيام عندما غادرت منزلها كانت التقارير الطبية لحالة ابنها الذي يعاني من مرض في المريء، وهي مشكلة خلقية في المريء يمكن أن تسبب صعوبة في التنفس.
قبل الأزمة، عملت هيام في مركز شؤون المرأة، وهو عبارة عن منظمة فلسطينية مستقلة، غير ربحية، وشريكة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعمل من أجل حقوق المرأة والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي في غزة من خلال البحوث وتنمية القدرات وبرامج المناصرة.
تحمل هيام جواز سفر أردني يمكِّنها من الانتقال إلى مكان آمن، لكن بدون أطفالها، ولذلك فإن فكرة المغادرة غير مطروحة بالنسبة لها؛ لذلك قررت هيام وعائلتها البقاء، وتهيئتهم نفسيا مع كل يوم جديد.
قالت: “نحن نعيش في اللاوجود”. في الملجأ المؤقت، ساعدت هيام بناتها وآخرين في التعامل مع مشاعر الخوف والقلق، بينما هي تحاول قدر الإمكان التحكم في مشاعرها وأحاسيسها.
قالت: “تُقدم بناتي المساعدة لثلاث مسنات في المنزل، واحدة منهن مصابة بمرض السكري، والأخرى بارتفاع ضغط الدم، والأخيرة تعاني من مرض السرطان”.
وأكملت بتأثر: “لكن على الرغم من تقديم الدعم للآخرين، فإن العبء النفسي للعيش في مثل هذه الأزمة له أثره السلبي”.
وأضافت: “لم نعُد نستطيع تحمل هذا الوضع”.
كما ازداد ألم العائلة بعد فقدان الأقارب والاصدقاء الذين لم يتمكنوا من زيارتهم بسبب المخاطر المحيطة ممَّا أدى إلى تفاقم حزنهم. مع كل صباح، تستيقظ هيام وعائلتها، شاكرين الله على سلامتهم.
“نحن ننتظر متسائلين متى سيأتي دورنا لمواجهة ما يصعب تصوره”، اضافت بيأس، وبينما كانت تتحدث، بدأت الغارات الجوية من جديد، فقالت إنها يجب أن تغادر لتكون مع عائلتها، ثم أنهت المقابلة بالقول إن أكبر أمنياتها هي أنه إذا ما تعرضوا لغارة جوية، أن يكون ذلك أثناء نومهم هي وعائلتها.
المصدر: هيئة الأمم المتحدة للمرأة