قضى الفلسطينيون أول أيام عيد الفطر، الأربعاء، في زيارة قبور أحبائهم الذين قُتلوا في حرب غزة، وأدوا صلاة العيد بجوار ركام المساجد وفي الشوارع المدمرة، إذ خيم الصراع الدامي على الأجواء.
وبينما يقضي ملايين المسلمين حول العالم العيد في أجواء احتفالية وتجمعات عائلية، بالكاد يوجد في غزة من يمكنه أن يشعر بفرحة العيد.
وبعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب، لا يشغل بال سكان القطاع سوى النجاة من الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف والهجوم البري وكذلك الأزمة الإنسانية.
ووقفت أماني منصور أمام قبر ابنها وبجوارها والدتها تتذكران الأوقات السعيدة.
وقالت: “العيد اللي فات كان بالنسبة لي أحلى عيد في حياتي كان ابني جنبي وفي حضني. كل شيء تمناه عملت له إياه”.
وأضافت: “يا ريته جنبي ويا ريته معايا. كان يروح على الجامع ويقول لي حضري العيدية لما أرجع. راح وراحت كل حاجة حلوة في حياتي”.
كان أشخاص مثل محمود الحمايدة في مدينة رفح بجنوب غزة يتجمعون مع العائلة والأصدقاء للاحتفال بالعيد وتناول الولائم في وقت كان الوضع فيه أفضل من ذلك.
وقال الحمايدة، الذي يجلس الآن على كرسي متحرك بعدما أصابه الجيش الإسرائيلي بجروح: “أنا اليوم هذا بالنسبة لي كسرة، حسرة، بالنسبة للعيد اللي فات والعيد هذا كسر خاطر لأني لما بطلع في ولادي بتحسر على حالي.. أنا قاعد ودموعي بتنزل من عينيا بتحسر على الأيام اللي فاتت”.
وأضاف: “بتذكر العيد اللي فات وبتذكر العيد هذا، العيد اللي فات ولادي حولي وبطلع مبسوط عليهم.. أما اليوم مصاب لا قادر أتحرك ولا قادر أروح ولا آجي”.
وبدلا من الاحتفال، يحاول الحمايدة النجاة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي حولت جزءا كبيرا من قطاع غزة إلى ركام وحطام.
فيما دعا أبو شاعر، وهو من سكان القطاع، إلى محاولة استخلاص بعض القوة من عيد الفطر.
وقال: “رغم ما نعانيه من آلام، ورغم ما نعانيه من استمرار لآلة القتل الصهيونية خلال آخر ست شهور من حياتنا، يتوجب علينا إظهار الفرح بهذا اليوم، كيف لا وقد سمي أساسا يوم عيد الفطر بيوم الجائزة؟ الجائزة على ما قام به المسلمون من طاعات ومن عبادات ومن صيام.. خلال شهر رمضان”.
هذا وأقام سكان في غزة صلاة العيد في الشارع بجوار حطام المسجد باسطين سجاد الصلاة أمام مئذنة بيضاء بقيت صامدة وسط الدمار.