أمام منتدى الأمن العالمي في العاصمة القطرية الدوحة، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن المدنيين من أطفال ونساء في كل من غزة والسودان يدفعون ثمنا باهظا كل يوم في ظل الفشل في التوصل لتوافق في الآراء بشأن الحلول.
وفي المنتدى الذي أقيم تحت شعار “المنافسة الاستراتيجية: الترابط المعقد”، قال مارتن غريفيثس “كان لدينا حلم ذات يوم أننا نستطيع أن نجتمع معا لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب”، في إشارة إلى ما ورد في مـيثاق الأمم. وأضاف غريفيثس: “لكن حالت المنافسة المستمرة والعداء والعدوان بين الدول دون تحول هذا الحلم إلى حقيقة لعدد كبير جدا من الناس”.
وأشار كذلك إلى أنهم شهدوا كيف كانت المنافسة الاستراتيجية “هي اليد الخفية – أو ليست الخفية بشكل كبير – وراء اندلاع صراعات لا نهاية لها على ما يبدو. وكيف أعاقت الجهود المبذولة لمنع الصراعات وحلها”.
ولفت إلى كيف شهد العالم تفشي “المآسي والصدمات المدمرة التي لا يمكن تصورها” في غزة والسودان، وذلك في وقت تظل الحرب في أوكرانيا مصدر قلق كبير.
ونبه المسؤول الأممي إلى أن المنافسة الاستراتيجية لا تقتصر على منع حل الصراعات فحسب، بل إنها تغذيها أيضا، من خلال قيام الدول القوية في كل منطقة بتسليح أو دعم الأطراف المتحاربة، أو حمايتها من الضوابط الدولية.
وأشار كذلك إلى كيف أن المنافسة الاستراتيجية والحمائية الاقتصادية حالت دون الاستجابة الجماعية الكافية لأزمة المناخ، وجائحة كوفيد-19، ومواجهة عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد على أن تغير المناخ الناجم عن النشاط في البلدان المتقدمة والنامية له تأثير أكثر ضررا على أولئك الذين فعلوا أقل ما يمكن للتسبب فيه، وغالبا ما يكونون على بعد آلاف الأميال من أماكن التسبب فيه.
وأشار منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف “تشير تقديراتنا هذا العام إلى أن 300 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وبطبيعة الحال، لم نقترب من هذا الرقم من قبل”.
وأشار إلى وصول النزوح وانعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية إلى مستويات مرتفعة تاريخيا، فضلا عن الارتفاع في حالات الطوارئ الصحية، والإفلات من العقاب. وقال غريفيثس “كما ترون، أنا لا أبالغ في تقدير الوضع اليائس”.