يمثل اللعب أمراً حاسم الأهمية لتعليم كل طفل ونمائه. وكوالدين، عليكم أن تؤدوا دوراً رئيسياً في ذلك — من حيث الوقت الذي تخصصونه للعب مع أطفالكم، وكذلك في اختياركم للدمى والألعاب والأنشطة.
وإذ تقومون بذلك، هل فكرتم ما إذا كنتم تساهمون بتعزيز الصور النمطية حول النوع الجنساني، أو الإعاقة، أو العرق، أو الانتماء الإثني، أو الثقافة، ودون حتى أن تعوا ذلك؟ تساهم الكيفية التي تنشئون فيها أطفالكم في المنزل في تحديد الكيفية التي يتفاعلون فيها مع المجتمع (الكيفية التي يتعلمون أن يسلكوا فيها بما يتماشى مع الأعراف الاجتماعية)، ويمثل اللعب مجالاً يجري فيه هذا التفاعل.
وعلى سبيل المثال، إذا فكرنا بالصور النمطية الجنسانية، نجد أنه قد يتم تشجيع البنات على اللعب بالدمى في داخل المنزل بينما يتم تشجيع الأولاد على اللعب خارج المنزل. وبينما يعمل ذلك على تعليم البنات منذ سن مبكرة أن يصبحن قائمات على الرعاية، إلا أنه قد يعيق قدرتهن على تطوير أنواع أخرى من المهارات الإدراكية والبدنية والاجتماعية. وعادة ما يُعطى الأطفال ألعاباً من قبيل المسدسات البلاستيكية ليلعبوا بها ويتم تشجيعهم على المشاركة في أنشطة بدنية وأحياناً أنشطة أكثر صعوبة وشدة بالاشتراك مع أولاد آخرين أو مع الذكور من القائمين على الرعاية، مما قد يشجع بروز تعبيرات غير صحية عن الذكورة.
قد لا يتم تمثيل الأطفال ذوي الإعاقة، أو الأطفال من الجماعات المهمشة، أبداً في الألعاب التي يلعب بها طفلك أو في الكتب التي يقرؤها، أو قد يَظهر هؤلاء بطريقة تنطوي على صور نمطية تترك تأثيراً ضاراً عليهم.
وكوالد أو والدة، فإن لك تأثيراً مباشراً على طفلك ولديك القدرة على منع هذا النوع من التحيز بينما تنهمك في تعليم مرِح مع طفلك. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك أن تشجع من خلالها لعباً قائماً على المساواة بين الجنسين وشاملاً للجميع في منزلك.
- شجّع الالتحاق بالمدرسة وامنح البنات والأولاد وقتاً متساوياً وكافياً للعب وللمشاركة في العمل المنزلي، وبصرف النظر عن النوع الجنساني.
- تحقّق من أن أطفالك يلعبون بألعاب تطور مجموعة كاملة من المهارات الإدراكية. فمثلاً، قدم لهم ألعاباً تطور معرفة القراءة والكتابة والحساب ومهارات الوعي بالفضاءات والمهارات الإدراكية والاجتماعية أو ألعاباً تحفّز الإبداع وحل المشاكل.
- ساعد أطفالك في قراءة كتب ومشاهدة وسائل إعلام تقدم قصصاً إيجابية وشاملة للجميع عن الأطفال على امتداد الطيف الكامل لتنوعهم، واحتفِ بالثقافات المختلفة، بما في ذلك بالأطفال ذوي الإعاقة، ووفر تصويرات إيجابية للأدوار الجنسانية.
- ادفع أطفالك للعب بألعاب ودمى ترتبط تقليدياً بالنوع الجنساني الآخر، فبوسع البنات والأولاد أن يلعبوا بالدمى وألعاب الطبخ وكذلك الانهماك في الأنشطة والألعاب البدنية وبالرياضة. وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون الألعاب والدمى وسائل تمكّن الأطفال أن يصبحوا متعلمين نشطين قادرين على التكيف، وتعليمهم مهارات من قبيل الإبداعية والتواصل وحل المشكلات.
- تجنّب الدمى والألعاب التي تشجّع عمداً الصور النمطية الجنسانية، من قبيل التغليف الزهري اللون، والحصان وحيد القرن (اليونيكورن)، وأقواس القزح وأشكال القلب للبنات، في مقابل التغليف الأزرق اللون، ودمى الرجل الآلي وسفينة الفضاء وصندوق عدة التصليح للأولاد. وتحقّق من أن الدمى والألعاب التي تعطيها لأطفالك شاملة للجميع ومتنوعة فيما تمثله.
- تنبّه إلى الطريقة التي يمكن للتسويق والدعاية أن يعززا الأعراف الجنسانية الضارة وأن يستثنيا فئات من الأطفال. اختر ألعاباً وكتباً ودمى تنطوي على رسائل إيجابية لأطفالك.
- امنع الأطفال من اللعب بألعاب الأسلحة والألعاب العنيفة، بما في ذلك الألعاب الرقمية العنيفة بوضوح وتلك التي تنطوي إلى إحالات جنسية. ويشهد قطاع الألعاب الرقمية تنامياً سريعاً، ويتضمن الكثير من محتوى هذه الألعاب عنفاً ينطوي على تحيزات جنسانية عميقة وإحالات جنسية والتغاضي عن العنف. ويمكن لهذا النوع من الألعاب الذي يمارسه الأطفال عادة، والموجه للمراهقين، أن يعمّق التحيزات الجنسانية وأن يشجع على سلوكيات ومواقف غير صحية وضارة بين أجيال المستقبل.
- استبدل الألعاب الرقمية أو استكملها بأنشطة بدنية بنّاءة، من قبيل الرياضة والألعاب خارج المنزل. إن الناشط البدني ذو أهمية أساسية للنماء الصحي لجميع الأطفال، وبصرف النظر عن نوعهم الجنساني، ويجب تشجيع الأطفال على الانهماك في لعب بدني في أبكر وقت من حياتهم من خلال الرياضة والتوجه إلى الملاعب أو ممارسة الألعاب مع أصدقائهم. وكوالد أو والدة، حاول دعم نطاق كامل من المهارات الإدراكية والإبداعية لأطفالك وتحقّق من أن البنات والأولاد يحصلون على وقت كافٍ للعب داخل المنزل وخارجه.
- شجّع أطفالك على ترجمة الغضب والإحباط إلى حل للمشاكل، وتواصل إيجابي، وأنشطة بدنية بنّاءة بدلاً من اللجوء إلى العدائية والتنمّر.
وتذكّر أن اللعب يبني العلاقات والروابط بين الوالدين وأطفالهم، لذا تحقق من الاستمتاع بكل لحظة تمضيها مع أطفالك!