قد ينتاب الأطفال الشعور بالملل والضيق وعدم الرغبة في العودة إلى المدرسة بعد الإجازة الصيفية، وينعكس ذلك من خلال عدم رغبتهم في الاستذكار أو الهروب من أداء الواجبات المدرسية.
هنا يأتي دور الأهل الأساسي في مساعدة الأبناء في العودة إلى المدرسة، فمن المهم تحفيز الأولاد وتشجيعهم على استعادة حماستهم وشغفهم نحو المدرسة والدراسة ليواصلوا رحلة التعلم بإيجابية وبشغف.
تقدم المرشدة التربوية نتاليا الفيتروني بعض الإرشادات الأساسية التي لا بد للأهل من التركيز عليها لمساعدة أولادهم على العودة إلى المدرسة في الوقت الحالي:
أولا: إقامة المناقشات المفتوحة معهم عن العودة وطرح الأسئلة عليهم، لأن الأطفال قد لا يتحدثون من تلقاء نفسهم ما لم يحفزهم الأهل على ذلك، علما أن هذه الأحاديث يجب أن تبدأ من اليوم وفي أي ظرف ويجب عدم إقامتها في اللحظة الأخيرة.
كما تنصح الأهل بدعوة أحد الأصدقاء المقربين في المدرسة أو الخروج معه، لأن ذلك يبعث الاطمئنان في نفس الطفل، في حين يشعر أن ثمة أصدقاء مقربين سيكونون معه في المدرسة ويمكن أن يتحدث معهم ويلعب معهم، فهذا يساعد على الأقل على الدخول في أجواء المدرسة والعلاقات الاجتماعية والتواصل الطبيعي بعد مدة طويلة من العزلة.
وتشير الفيتروني إلى دراسة تؤكد أن وجبة واحدة مع الأهل على الأقل يوميا تسهم في الحد من خطر اتجاه الأطفال إلى الاضطرابات السلوكية والانحراف السلوكي؛ من هنا تأتي أهمية التشديد على هذه الأمور في العودة إلى الحياة الطبيعية وإقامة الأنشطة معا.
ثانيا: الدور الأساسي للآباء والأمهات تجاه الأبناء في ما يخص تعليمهم هو التشجيع والتحفيز والتوجيه فقط، مع إمكانية تقديم بعض المساعدة إذا لزم الأمر، فلا تنبغي مراقبتهم في كل لحظة ومراقبة علاماتهم الدراسية بتوتر وقلق، ولا الجلوس إلى جوارهم طوال المذاكرة وعمل الواجبات، أو ملاحقهم بالأوامر تارة وبالتوبيخ واللوم تارة أخرى، فكل هذا لن يؤدي إلى نتيجة إيجابية على الإطلاق بل سيفضي إلى الدخول في حلقة مفرغة من المشاكل والأضرار النفسية الجميع في غنى عنها.