عندما ينفصل الوالدان، لا ينتهي الأمر بين شخصين فحسب، بل تنكسر خيوط كثيرة داخل نفس الطفل. الانفصال ليس مجرد قرار قانوني أو اجتماعي؛ إنه زلزال عاطفي يُحدث تصدعات نفسية عميقة، خصوصًا حين يفقد الطفل أحد الوالدين من حياته اليومية.
الحرمان العاطفي:
أحد أكبر التأثيرات النفسية هو الشعور بالحرمان العاطفي. غياب أحد الوالدين عن الروتين اليومي للطفل قد يولّد فراغًا، يتحول مع الوقت إلى قلق دائم أو شعور بالوحدة، خاصة إن كان الطرف الغائب مصدر أمان وحب.
الشعور بالذنب والارتباك:
غالبًا ما يظن الطفل أن له يدًا في الانفصال، خاصة إذا كان صغيرًا. قد يسأل نفسه: “هل أخطأت؟ هل أنا السبب؟” هذا الشعور بالذنب قد يرافقه لسنوات، ويؤثر في ثقته بنفسه وبالعلاقات من حوله.
تقلبات سلوكية وانفعالية:
الطفل قد يظهر سلوكيات عدوانية أو انسحابية كرد فعل نفسي. قد يُعاني من نوبات غضب أو حزن حاد دون تفسير واضح. المدرسة، العلاقات الاجتماعية، وحتى النوم يمكن أن تتأثر بهذا الضغط العاطفي غير المرئي.
فقدان الثقة والاستقرار:
حين يرى الطفل أن الحب قد يتحول إلى خصام، والاستقرار إلى تشتت، يفقد جزءًا من شعوره بالأمان. يصبح متوجسًا من فكرة “الثبات” في العلاقات، وربما يعاني مستقبلًا في تكوين علاقات صحية ومتزنة.
الدعم النفسي هو الحل:
الحل لا يكون بتجاهل مشاعر الطفل أو إخفاء الحقيقة عنه، بل في الحوار، والاحتواء، وربما الاستعانة بأخصائي نفسي إذا لزم الأمر. كلما تم الاعتراف بمشاعره واحترامها، كلما زادت فرصته في تجاوز الألم دون ندوب دائمة.