كأب أو أم، قد نقع أحياناً في خطأ نظنه حماية، لكنه يتحول مع الوقت إلى عبء على أبنائنا. أحد هذه الأخطاء هو التدقيق الشديد في اختيار أصدقاء الطفل، والتدخل المفرط في حياته الاجتماعية.
تجربتي الشخصية
كنت أظن أنني حين أحدد لطفلتي من تصادق ومن تتجنب، فإنني أضمن لها الأمان وأحميها من أي أذى محتمل. لكن ما اكتشفته لاحقاً أنني كنت أقيّدها من حيث ظننت أنني أحررها.
بدأت طفلتي تشعر أنها غير قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة، وأنها بحاجة دائماً لمن يوجّهها ويقرر عنها. وهذا انعكس على ثقتها بنفسها، وجعلها أكثر تردداً وخوفاً من الخطأ.
البعد النفسي
من منظور نفسي، الأطفال يحتاجون إلى مساحة للتجربة. نعم، قد يخطئون أحياناً في اختياراتهم، لكن هذه الأخطاء جزء أساسي من عملية التعلم والنضج.
التدخل الزائد لا يحميهم بقدر ما يعيق بناء شخصيتهم، ويضعف مهاراتهم الاجتماعية.
دور الوالدين الحقيقي
الدور الأهم للوالدين ليس أن يختاروا أصدقاء أطفالهم، بل أن يعلّموهم كيف يختارون: كيف يميزون بين الصديق الحقيقي والزائف، وكيف يبنون علاقات صحية تقوم على الاحترام والدعم المتبادل.
إن التربية الحكيمة تقوم على التوازن بين الحماية والحرية، بين الإرشاد والمساحة. حين نمنح أبناءنا الثقة، فإننا نساعدهم على أن يصبحوا أكثر قدرة على مواجهة العالم بثبات واستقلالية.
