المراهقة ليست مجرد مرحلة عُمرية، بل رحلة هوية يعيش فيها الإنسان بين الطفولة والبلوغ، يبحث عن ذاته، ويختبر حدوده، ويكوّن صورته أمام العالم.
عندما يعزل المراهق نفسه أو يرفض الأوامر أو يبالغ في ردود أفعاله، فذلك لا يعني بالضرورة التمرّد السلبي. إنها محاولة للفهم والسيطرة في وقت تتغير فيه مشاعره وجسده وأفكاره بسرعة.
دور الأهل في هذه المرحلة هو الاحتواء لا السيطرة.
الاستماع دون أحكام، وتقديم النصيحة دون فرض، يفتح جسور الثقة.
والمقارنة بالآخرين أو التهديد الدائم بالعقاب لا تنتج إلا مزيدًا من العناد أو الانسحاب.
من المفيد أن نمنح المراهق مساحة للقرار والخطأ، وأن نعبّر عن محبتنا بوضوح.
فالمراهق يحتاج إلى أن يشعر أن والديه ما زالا بجانبه، حتى حين يرفضهم ظاهريًا.
التفاهم في المراهقة ليس سهلًا، لكنه أساس لصداقة طويلة الأمد بين الأهل وأبنائهم.




