الأبوة والأمومة من أكثر الأدوار التي تتطلب طاقة عاطفية ونفسية. فهي تتطلب اتخاذ قرارات مستمرة، ورعاية دائمة، وتحمل ضغوط جسدية، وكل ذلك غالبًا وسط توقعات مجتمعية بأن يكون الآباء مثاليين. ورغم ما تمنحه تربية الأطفال من شعور عميق بالرضا، إلا أن الطريق مليء بالتحديات التي قد تؤدي إلى ما يسمى بـ الإرهاق الأبوي.
ما هو الإرهاق الأبوي؟
هو حالة من الإرهاق الجسدي والعقلي والعاطفي ناتجة عن التعرض المستمر لضغوط التربية. من مظاهره الشعور بالإرهاق المزمن، والانفصال العاطفي عن الأطفال، وفقدان الشعور بالرضا في دور الأب أو الأم.
وهو لا يعني قلة الحب للأطفال، بل يدل على أن طاقة الوالد قد استُنزفت بالكامل.
علاماته الشائعة:
- تعب دائم رغم النوم أو الراحة.
- سرعة الانفعال أو نفاد الصبر مع الأطفال.
- شعور بالتبلد أو الانفصال العاطفي.
- الإحساس بالذنب أو الفشل باستمرار.
- الرغبة في الهروب أو العزلة.
لماذا يحدث؟
تؤدي التوقعات المجتمعية العالية، خاصة تجاه الأمهات، إلى دفع الكثير نحو الكمال. ومع قلة النوم، وانعدام الوقت الشخصي، والضغوط المادية، وغياب الدعم، يصبح الإرهاق شبه حتمي. كما تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية صورة مثالية زائفة عن التربية الناجحة.
أهمية العناية بالنفس
الاعتناء بصحتك النفسية والعاطفية ليس أنانية، بل هو جزء أساسي من الأبوة الجيدة. فالوالد المتزن نفسيًا يكون أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي، والتحمل، والتواجد الحقيقي مع أطفاله.
ولا يتطلب الأمر أشياء كبيرة:
- عشر دقائق من التأمل أو التنفس الهادئ.
- نزهة قصيرة بمفردك.
- حديث مع صديق داعم.
- قول “لا” لبعض الالتزامات غير الضرورية.
متى يجب طلب المساعدة؟
إذا تحول الإرهاق إلى اكتئاب أو قلق، أو أثر على علاقتك مع أطفالك أو شريكك، فمن المهم التحدث مع أخصائي نفسي. هناك مجموعات دعم وجلسات فردية أو عبر الإنترنت يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.