في عالمنا المعاصر، لم تعد الشاشات مجرد أدوات ترفيهية أو تعليمية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية. من الأطفال الصغار الذين يشاهدون الرسوم المتحركة على الأجهزة اللوحية، إلى المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة على هواتفهم الذكية، أصبحت التكنولوجيا الرقمية تلازم مراحل الطفولة بكل تفاصيلها. ورغم الفوائد التي قد تقدمها، فإن الاستخدام المفرط للشاشات يعيد تشكيل التطور العاطفي للأطفال بطريقة خفية وخطيرة.
الجانب العاطفي للطفولة الرقمية
يتعلم الأطفال الذكاء العاطفي من خلال التفاعل الواقعي: قراءة تعابير الوجه، الاستماع لنبرة الصوت، حل النزاعات، وتعلم التعاطف. ولكن عندما تحل الشاشات محل هذه التجارب الغنية، يمكن أن يتأثر النمو العاطفي بعدة طرق، منها:
- ضعف التعاطف والوعي الاجتماعي
- صعوبة في تفسير تعابير الآخرين
- ضعف تحمل الإحباط
- التبلد العاطفي أو التحفيز الزائد
- تأثير الشاشات على الدماغ النامي
دماغ الطفل في مرحلة تطور نشطة، ويتأثر بسهولة بالمحفزات. وسائل الإعلام السريعة، التمرير المستمر، والاستجابات الفورية، تعزز الإدمان على الجديد والرضا الفوري، مما قد يؤدي إلى:
ضعف التركيز والانتباه
ضعف تنظيم المشاعر
اضطرابات النوم
صعوبة معالجة المشاعر
لكن ليس كل استخدام للشاشات ضار
المشكلة ليست في وجود الشاشات، بل في كيفية استخدامها. فالمحتوى التفاعلي والمناسب للعمر (مثل التطبيقات التعليمية أو الألعاب الإبداعية) قد يعزز المهارات الإدراكية. أما الاستخدام السلبي، المطول، وبدون إشراف، فهو ما يثير القلق.
نصائح عملية لاستخدام صحي للشاشات:
1. كن قدوة حسنة: الأطفال يقلدون ما يرونه. راقب استخدامك أنت أيضًا.
2. شارك في المشاهدة أو اللعب: اسأل طفلك عن المحتوى وناقشه معه.
3. حدد قواعد واضحة: كأن تمنع الشاشات أثناء الوجبات أو قبل النوم.
4. شجع الأنشطة الواقعية: مثل اللعب الحر، الرياضة، أو الفنون.
5. راقب العلامات التحذيرية: مثل تغير المزاج، صعوبة النوم، أو العزلة الاجتماعية.