في عصر الإعلام الفوري، يتعرض الأطفال يوميًا لمشاهد مروعة من حرائق، زلازل، فيضانات وكوارث طبيعية أخرى تبث عبر التلفاز أو تظهر في صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من أن هذه الأحداث تقع بعيدًا عنهم في الغالب، إلا أن تأثيرها النفسي قد يكون قريبًا ومؤلمًا.
الطفل لا يفرّق بين الواقع والشاشة
الطفل، وخاصة في سنواته الأولى، يفتقر إلى النضج الكافي لتمييز المسافة بين ما يراه على الشاشة وما يعيشه في واقعه اليومي. لذلك، فإن رؤية صور الدخان والنار، أو مشاهد الأشخاص المتضررين، قد تولّد لديه شعورًا بالخوف والقلق، حتى لو لم يكن في خطر مباشر.
القلق والتوتر واضطرابات النوم
أظهرت دراسات نفسية أن الأطفال الذين يتابعون أخبار الكوارث بكثرة يعانون من أعراض القلق، والتوتر المستمر، والكوابيس، بل وقد يظهر عليهم سلوك انسحابي أو عدواني كرد فعل نفسي غير مباشر.
دور الأهل في التوجيه والاحتواء
من المهم أن يكون للأهل دور نشط في توجيه أطفالهم خلال هذه اللحظات. لا يكفي إغلاق التلفاز فقط، بل يجب التحدث مع الطفل، وشرح ما يحدث بلغة بسيطة، وتأكيد شعوره بالأمان. كما يُستحسن تقنين وقت المشاهدة، وتجنب مشاهدة الأخبار الكارثية في وجود الأطفال.
الأمان النفسي أولوية
إن بناء شعور بالأمان لدى الطفل لا يتطلب فقط حمايته من الأخطار الحقيقية، بل أيضًا من صور ومشاهد قد تزرع الخوف في قلبه دون داعٍ. فالصحة النفسية للطفل تتشكل من خلال بيئة مستقرة ومطمئنة، ومتابعة واعية لما يتعرض له من مؤثرات يومية، سواء من الواقع أو من الشاشات.
