غالبًا ما يكون الأطفال أكثر حساسية مما نتوقع، لكنهم لا يملكون دائمًا الكلمات أو الشجاعة ليقولوا: “أنا أشعر بالقلق”. وبدلًا من التعبير المباشر، يظهر القلق في سلوكيات قد يسيء البالغون فهمها أو يتجاهلونها.
ما هو القلق عند الأطفال؟
القلق استجابة طبيعية للضغوط، ولكن عندما يصبح مزمنًا أو مفرطًا، فإنه يؤثر سلبًا على حياة الطفل اليومية. بعض الأطفال يعبرون عن قلقهم بوضوح، لكن كثيرين يحتفظون به في داخلهم، ما يؤدي إلى أعراض خفية لا يُنتبه إليها بسهولة.
علامات القلق الخفي عند الأطفال:
أعراض جسدية متكررة: مثل آلام المعدة أو الرأس أو الغثيان بدون سبب عضوي واضح.
سلوكيات تجنّبية: رفض الذهاب إلى المدرسة، أو الخوف من المناسبات الاجتماعية، أو التردد في تجربة أشياء جديدة.
العصبية أو تقلبات المزاج: قد يُظن أن الطفل “صعب” أو “عنيد”، لكنه في الحقيقة يشعر بالإرهاق العاطفي.
اضطرابات النوم: صعوبة في النوم أو كوابيس متكررة.
الكمالية الزائدة: الخوف الشديد من ارتكاب الأخطاء أو خيبة أمل الآخرين.
لماذا يُخفي الطفل قلقه؟
قد يخشى الطفل أن يُساء فهمه أو يُنظر إليه كضعيف. وقد يشعر بالذنب إذا تحدّث عن مشاعره معتقدًا أنه يُثقل على والديه. وفي بعض الأحيان، لا يدرك الطفل أصل شعوره، فيعبّر عنه بآلام جسدية أو رفض لمواقف معينة.
كيف يمكن للوالدين تقديم الدعم؟
- كن ملاحظًا لا حاكمًا: بدلاً من العقاب أو الغضب، حاول فهم السبب الكامن وراء السلوك.
- افتح مساحة آمنة للتعبير: أخبر طفلك أن كل المشاعر مقبولة، وأن الحديث عنها لا يعني الضعف.
- كن قدوة في إدارة مشاعرك: عندما يرى الطفل كيف تتعامل مع القلق بهدوء، يتعلم منك ذلك.
- وفّر روتينًا هادئًا ومنظمًا: الروتين يشعر الطفل بالأمان ويقلل من التوتر.
اطلب مساعدة مختص عند الحاجة: المعالجون النفسيون أو مستشارو المدرسة يقدمون أدوات فعالة للتعامل مع القلق.
