يُعدّ فصل الشتاء فترة حساسة بالنسبة للأطفال، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل من الناحية النفسية أيضاً. فمع انخفاض درجات الحرارة، وتراجع ساعات الضوء، وقلة الأنشطة الخارجية، قد يواجه الطفل تذبذبات في المزاج أو تغيّرات سلوكية تحتاج من الوالدين انتباهاً ودعماً.
أولاً: تأثير فصل الشتاء على الصحة النفسية للطفل
1. قلة التعرض لأشعة الشمس
يؤدي انخفاض ساعات النهار إلى انخفاض مستويات فيتامين “د”، الذي يرتبط بدوره بتحسين المزاج وتقليل التوتر. هذا قد يسبب للطفل شعورًا بالخمول أو الحزن أحياناً.
2. الحدّ من الأنشطة الخارجية
في الشتاء، يقلّ خروج الأطفال للعب في الهواء الطلق، مما يقلل من حركتهم البدنية ويفقدهم وسيلة مهمة للتفريغ النفسي.
3. زيادة العزلة الاجتماعية
برودة الجو قد تحدّ من اللقاءات العائلية والزيارات، مما قد يجعل الطفل يشعر بالوحدة أو الضجر.
4. تأثير الأمراض الشتوية
كثرة الإصابة بالزكام أو الالتهابات قد تُشعر الطفل بالضعف والانزعاج، ما يؤثر على حالته النفسية وصبره وتعامله مع الآخرين.
ثانياً: علامات قد تدل على تأثر الطفل نفسياً في الشتاء
انعدام الرغبة في اللعب أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
التقلبات الحادة في المزاج.
زيادة التعلّق بالوالدين أو الخوف غير المبرر.
اضطرابات النوم أو الشهية.
الانسحاب الاجتماعي أو الغضب السريع.
ثالثاً: كيف ندعم الصحة النفسية للطفل في فصل الشتاء؟
1. تشجيع الحركة داخل المنزل
يمكن للوالدين توفير أنشطة بديلة مثل:
الألعاب الحركية البسيطة.
الرقص أو التمارين القصيرة.
المشاركة في الأعمال المنزلية بطريقة ممتعة.
2. تعزيز التواصل العاطفي
تخصيص وقت يومي للحوار مع الطفل.
الاستماع لمشاعره دون حكم.
تشجيعه على التعبير عن نفسه بالرسومات أو اللعب.
3. الاهتمام بالغذاء الصحي
زيادة الأطعمة الغنية بفيتامين “د” مثل البيض والألبان والأسماك.
توفير وجبات دافئة ومغذية تمنحه طاقة وحيوية.
4. تنظيم النوم
وضع روتين نوم ثابت.
الحدّ من استخدام الشاشات قبل النوم.
خلق جو مريح يساعده على الاسترخاء.
5. خلق أجواء مرحة داخل المنزل
إقامة أنشطة عائلية مثل قراءة القصص أو الألعاب التعاونية.
الاحتفال بالأيام الشتوية بأفكار لطيفة مثل صنع مشروبات ساخنة أو جلسات دفء.
رابعاً: الحفاظ على توازن نفسي رغم تحديات الشتاء
الصحة النفسية للطفل ترتبط بشكل كبير بإحساسه بالأمان والدفء العاطفي داخل الأسرة، وليس بدرجة الحرارة وحدها. عندما يشعر الطفل بالاهتمام والاحتواء، يستطيع مواجهة الضغوط والتغييرات الموسمية بسهولة أكبر.
إن العناية بالصحة النفسية للطفل خلال فصل الشتاء أمر ضروري بقدر أهمية العناية بصحته الجسدية. عبر القليل من الاهتمام والأنشطة المناسبة، يمكن تحويل أيام الشتاء إلى فرصة لتعزيز الروابط الأسرية ودعم النمو العاطفي للطفل.





