شدد الدكتور تيدروس غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أن الوقت قد حان لإسكات البنادق في السودان وتعزيز أصوات السلام، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإجراء عملية سلام شاملة.
وفي مؤتمر صحفي في جنيف أشار دكتور تيدروس إلى أن القتال المستمر في السودان منذ أكثر من عام أدى إلى كارثة إنسانية مع مقتل أكثر من 15 ألف شخص وإصابة 33 ألفا، ونزوح ما يقرب من 9 ملايين شخص- نصفهم من الأطفال- كما يحتاج 15 مليون شخص إلى مساعدات صحية إنسانية عاجلة.
وقال إن أكثر من 70% من المستشفيات موجودة في الولايات المتضررة من النزاع، وما يقرب من نصف المرافق الصحية في بقية أنحاء البلاد، لا تعمل. أما المستشفيات التي تعمل فهي مكتظة بالأشخاص الذين يبحثون عن الرعاية، والعديد منهم من النازحين داخليا.
وحذر دكتور تيدروس من استمرار الهجمات على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين الصحيين والمرضى، مما يحرم مجتمعات بأكملها من الخدمات الصحية الأساسية.
وقال: “في الأسبوع الماضي فقط، قُتل اثنان من زملائنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب دارفور. وأدى الصراع إلى تدهور مدمر في الأمن الغذائي، إذ يواجه أكثر من ثلث السكان الجوع الحاد، وهناك خطر حدوث مجاعة في دارفور والخرطوم”.
وتتمثل أولوية منظمة الصحة العالمية، وفق مديرها العام، في ضمان استمرارية الخدمات الصحية لمنع تفشي الأمراض والاستجابة لها، وتوفير الرعاية لمن هم في أمس الحاجة إليها، بمن فيهم النساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة.
وأشار إلى أن الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا ما زال مقيدا للغاية. وشدد على ضرورة أن تضمن جميع أطراف النزاع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المحتاجين، بما في ذلك عبر الطرق العابرة للحدود.
وفي تشاد المجاورة، أشار المسؤول الأممي إلى الإعلان عن تفشي مرض التهاب الكبد E مع تسجيل أكثر من 2000 حالة إصابة و7 وفيات، معظمها بين اللاجئين السودانيين الذين توافدوا إلى تشاد. وقد أوفدت منظمة الصحة العالمية فريقا لدعم الاستجابة هناك.