يُعد تكوين الصداقات جزءًا أساسيًا من نمو الطفل العاطفي والاجتماعي. فالأصدقاء لا يمنحون الطفل فقط لحظات من المرح، بل يساعدونه على تطوير مهارات الحوار، التعاطف، وتقدير الذات. ولكن، قد تلاحظ بعض الأسر أن طفلهم لا يكوّن صداقات بسهولة، أو يفضّل العزلة عن اللعب الجماعي. هذا السلوك قد يكون ناتجًا عن عوامل أعمق تحتاج إلى فهم ومساندة.
1. الخجل المفرط أو القلق الاجتماعي
بعض الأطفال يولدون بطبع خجول، أو يصابون بالقلق في المواقف الاجتماعية الجديدة. يشعرون بالتوتر عند الحديث مع أقرانهم، ويفضّلون المراقبة من بعيد على خوض التجربة. هذا النوع من القلق يمنع الطفل من بدء علاقات، حتى لو كان يتمنى ذلك.
2. ضعف مهارات التواصل
قد لا يعرف الطفل كيف يعرّف عن نفسه أو يبدأ محادثة، أو لا يمتلك المهارات اللازمة للاندماج في ألعاب جماعية. في هذه الحالات، لا يكون العزوف عن الصداقات رغبة، بل عجزًا عن التفاعل بالطريقة المناسبة.
3. الخوف من الرفض أو السخرية
إذا تعرّض الطفل لموقف محرج أو تم رفضه في محاولات سابقة للتقرب من الآخرين، فقد يُصاب بخوف دائم من الرفض. هذا الخوف يجعله يتجنّب المحاولة مرة أخرى، ويكتفي بالبقاء في دائرة الأمان الخاصة به.
4. الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية
كثرة استخدام الشاشات والألعاب الإلكترونية يؤدي إلى انخفاض التفاعل الواقعي. ومع مرور الوقت، يُضعف هذا الاعتماد من قدرات الطفل على الحوار، التعاون، والتفاعل العاطفي المباشر.
5. نقص التوجيه والدعم الأسري
الطفل بحاجة إلى من يُشجعه ويعلّمه كيفية بناء علاقات. غياب الحوار الأسري أو القدوة الإيجابية قد يجعل الطفل يفتقر للثقة أو للوعي بكيفية بدء علاقات اجتماعية ناجحة.
الحل؟
التواصل مهارة يمكن تعلّمها.
لا يولد جميع الأطفال بقدرات اجتماعية متقدمة، لكن بالتشجيع، والتوجيه، والتجارب الصغيرة الآمنة، يمكننا مساعدتهم على بناء صداقات حقيقية تعزز من سعادتهم وثقتهم بأنفسهم.
