التنمّر ليس مجرد كلمات قاسية أو تصرفات عدوانية عابرة، بل هو سلوك يترك جراحًا عميقة في نفس الطفل قد لا تُرى بالعين، لكنها تُؤلم القلب والعقل لسنوات طويلة. عندما يتعرض الطفل للتنمّر، سواء في المدرسة أو عبر الإنترنت أو حتى داخل محيطه الاجتماعي، يبدأ يشعر بالخوف، وانعدام الثقة بالنفس، والعزلة عن الآخرين.
يؤدي التنمّر المتكرر إلى نشوء مشاعر القلق والاكتئاب، وقد يفقد الطفل شغفه بالدراسة أو بالأنشطة التي كان يحبها سابقًا. والأسوأ من ذلك أن بعض الأطفال يبدأون بتصديق ما يُقال عنهم، فيتشكل لديهم تصور سلبي عن الذات يصعب تغييره مع مرور الوقت.
من الناحية النفسية، يعيش الطفل المتنمَّر عليه في حالة توتر دائم، ويتوقع الإهانة أو الرفض في كل موقف، مما يعيق نموه الاجتماعي والعاطفي. وإذا لم يجد الدعم الكافي من الأسرة أو المدرسة، فقد تتفاقم حالته لتصل إلى سلوكيات انسحابية أو حتى عدوانية.
لذلك، تقع على عاتق الأهل والمربين مسؤولية كبيرة في ملاحظة العلامات المبكرة للتنمّر، مثل تغيّر المزاج، أو الانعزال، أو تراجع الأداء الدراسي، والعمل على احتواء الطفل نفسيًا وتأكيد قيمته الذاتية. فالكلمة الطيبة والدعم العاطفي يمكن أن تكون الدواء الشافي لجراحٍ لم تُرَ، لكنها كانت تؤلم بصمت.





