بعد مرور عام كامل على إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، لا تزال مخاطر العنف تلقي بظلالها الثقيلة على حياة الأطفال، في ظل استمرار الهجمات التي أودت بحياة عدد منهم وعرّضت آخرين لإصابات خطيرة. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة العامة اللبنانية، قُتل أكثر من 13 طفلاً وأُصيب 146 آخرون خلال العام المنصرم، رغم الهدنة المعلنة.
وفي تصريح له، أعرب ماركولويجي كورسي، ممثل اليونيسف في لبنان، عن بالغ القلق إزاء استمرار هذه الانتهاكات بحق الأطفال، قائلاً:
“لا تزال الهجمات المميتة تهدد حياة الأطفال في لبنان، وتضيف هذه المآسي إلى الخسائر المدمّرة. فالأطفال في جميع أنحاء البلاد يعيشون في دائرة من الخوف والعنف، حتى خلال فترة وقف إطلاق النار، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً. فلكل طفل الحق في أن ينشأ في بيئة آمنة، محمية، وخالية من الأذى.”
وجددت اليونيسف دعوتها لجميع الأطراف بضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات فورية لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، ومنع تكرارها، وضمان حقوقهم الأساسية، امتثالاً للقانون الدولي الإنساني. كما طالبت المنظمة الجهات المؤثرة على أطراف النزاع باستخدام نفوذها لتعزيز حماية الأطفال وتغليب مصالحهم.
وختم كورسي تصريحه مؤكداً أن الأطفال في لبنان ما زالوا بعيدين عن العيش الآمن الذي يستحقونه، وقال:
“إن الأطفال لا يزالون بحاجة ماسة إلى الحماية، والدعم النفسي، وإلى بيئة تُحترم فيها حقوقهم، لا أن تكون مهددة.”




